تصعيد في فيينا: اعتقال خمسة أشخاص في مظاهرة فلسطين في هيلدنبلاتز
في 10 يوليو 2025، احتج العديد من المشاركين ضد أوبك في فيينا، مما أدى إلى اعتقالات وأعمال شغب.

تصعيد في فيينا: اعتقال خمسة أشخاص في مظاهرة فلسطين في هيلدنبلاتز
وفي وقت مبكر من مساء الأربعاء، تجمع عدد كبير من الأشخاص في ميدان هيلدنبلاتز في فيينا للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وكان الهدف الرئيسي للمظاهرة، التي نظمتها مجموعة مناهضة لمنظمة أوبك، هو الاحتجاج ضد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويتهم هذا بدعم إسرائيل في الصراع الدائر مع الفلسطينيين. اليوم وذكرت أن بعض المشاركين قاموا بوضع علامات على واجهة مبنى أوبك في شارع هيلفرستورفيرستراس برسائل "فلسطين حرة"، مما أدى إلى مشاهد فوضوية في شارع رينغشتراسه.
ووقعت اشتباكات عنيفة أمام مبنى البلدية بين المتظاهرين والشرطة. واضطرت خدمات الطوارئ إلى كبح جماح العديد من الأشخاص، مما أدى إلى اعتقال خمسة أشخاص إداريًا. كما كانت هناك قيود مؤقتة على حركة المرور أثناء عملية الشرطة، وهو ما وثقه العديد من الشهود على وسائل التواصل الاجتماعي.
حرية التعبير وحدودها
في الأسابيع الأخيرة، برزت قضية حرية التعبير مرارا وتكرارا في سياق المظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما صحيفة جنوب ألمانيا وبحسب التقارير، فإن بعض الشعارات في هذه الاحتجاجات، بما في ذلك "فلسطين حرة"، ينظر إليها النقاد على أنها معادية للسامية. ويدور جدل مثير للجدل في ألمانيا حول مدى تطبيق حرية التعبير دون أن تتحول إلى تصريحات تحريضية أو عنيفة.
على سبيل المثال، يقترح وزير العدل في ولاية هيسن، رومان بوسيك (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، اعتبار "إنكار حق إسرائيل في الوجود" جريمة جنائية. لكن حتى الآن لم تكن هناك استجابة واسعة النطاق في السياسة. يدعو محمد أوفلاهرتي، مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، إلى إعادة التفكير وينتقد الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة خلال الاحتجاجات ضد حرب غزة. وتشكل القيود المفروضة على حرية التجمع والضوابط التعسفية خطراً على المجتمع الديمقراطي. وكما يؤكد أوفلاهرتي، ينبغي لحرية التعبير أيضاً أن تحمي الأفكار غير الشعبية أو الاستفزازية، الأمر الذي يجعل الخطاب السياسي الحالي حول حرية التعبير في ألمانيا حساساً بشكل خاص. RND ويشير إلى أن السلطات الألمانية اتخذت منذ بداية العام إجراءات تشمل فرض قيود على استخدام اللغة العربية في التظاهرات.
لكن يبقى السؤال: أين ترسمون الخط الفاصل بين التعبير المشروع عن الرأي وخطاب الكراهية؟ ويتعرض المنتقدون الذين استخدموا شعار "من النهر إلى البحر" لخطر التورط في التحقيقات، حيث يمكن تفسير الشعار بشكل مختلف حسب السياق. في حين أن حرية التعبير تغطي الدعوات العامة للسلام والحرية، إلا أن التحريض على العنف ضد الأفراد يمكن اعتباره جريمة جنائية.
إن الأحداث التي وقعت في فيينا هي مجرد مثال واحد على التوترات المتزايدة والمناقشات العاطفية التي اندلعت حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يتم تنظيم المظاهرات في جميع أنحاء أوروبا وتظهر ردود الفعل السياسية عليها مدى عمق الخلافات في الرأي حول هذه القضية. هناك شيء واحد مؤكد: أصبح الحوار وفهم وجهات النظر المختلفة أكثر أهمية من أي وقت مضى في هذه الأوقات المضطربة.
